اتباع المسلمين سنن الغرب

إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من
شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له، ومن
يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدً ا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، كانوا نجومًا
يستضاء به في الظلمات، رفع الله بهم شأن الدين ، وأعز بهم
الإسلام، وأحيا بهم ما اندرس من شرائع المرسلين.أما بعد:
فيقول الله تبارك وتعالى مخاطبًا رسوله ( قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لاشريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين)
صلاتي، ونسكي ، ومحياي ، ومماتي .. هذا هو الدين .. وهذه هي
العقيدة، وهذا شأن النبي الذي ُأمرنا باتباعه، والاقتداء به
لقد مرت بالمسلمين قرون نسوا خلالها هذا المعنى الشامل
للإسلام، الذي يشمل كل جوانب الحياة، فأصبح الدين في أوقات
خاصة، وفي أماكن خاصة، وأصبحنا نجد بعض المسلمين له
شخصيات متعددة : فله في المسجد شخصية العابد، وله في المتجر
شخصية المحتال المخادع ، المنفِّق سلعته بالحلف الكاذب ، له في
السوق و الطريق شخصية. وله في البيت شخصية ،إنها شخصيات
متعددة تكوّن هذا الإنسان المسلم.
في الحديث المتفق عليه وهذا مصداق ما أخبر عنه النبي
عن أبي سعيد أن النبي
قال : "لتتبعن سنن من قبلكم شبرا
بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتمو ه قلنا :
يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن ؟ " ،إن المصيبة كل
المصيبة أن المسلمين بُلوا بما بُلي به أهل الكتاب من قبلهم فتتبعوا
سننهم. ف إن كان اليهود والنصارى قد فرقوا دينهم وكانوا شيعًا
فإن كثيرًا من ا لمسلمين جعل وا القرآن عضين . فاليهود والنصارى
يعبدون الله - فيما يزعمون - يومًا واحدًا في الأسبوع ، يوم السبت
أو يوم الأحد، يتجهون فيه إلى الكنيس أو الكنيسة ، وفي بقية أيام
الأسبوع يعبدون المال والدنيا، كما ق ال أحد مفكري الإنجليز : "إن
الإنجليز يعبدون الله يوم الأحد ويعبدون بنك إنجلترا بقية أيام
الاسبوع