حفلاتنا بين الروشنة والالتزام

حفلاتنا بين الروشنة والالتزام


البهجة والسعادة كلمات لم تغب كما ظن البعض عن قاموس حياة الملتزمين، وكما نشر أعداء هذا الدين أنَّ المسلمين حقًا لا يتمتعون بل على أنفسهم ينغلقون.



ما علموا أنَّ مَن يعبد الله حقًا يجد هذه المعاني في كل وقتٍ على مدار عمره والسنين من لحظة ميلاده واحتفال أهله بقدومه وحتى زواجه في حفلٍ يُرضي ربَّ العالمين، فلقد أوصانا رسولنا الكريم بأن نُروِّح عن القلوب بين الحين والحين بما يتناسب مع تعاليم ديننا العظيم، أفراح وعقائق، حفلات نجاح وحفظ قرآن، ارتداء حجاب أو حفاظ على صيام.



كثيرٌ من المناسبات الإسلامية احتلت مكانةً في قلوبنا بدلاً من حفلات غير شرعية نغضب بها ربنا التزم البعض فيها بكل التعاليم وتخلَّى البعضُ الآخر مع الوقت عن بعضها فكأنما ثقب ثقبًا في ثوبٍ جميل.



ماذا عن صور هذا الاحتفال وأفكارها؟ كيف يحتفل المسلمون بها؟ وما الضوابط التي تحكمها حتى لا يكون هناك خلل شرعي بها فتكتمل برضا الرحمن فرحة قلوب هي سببها؟.



الأفراح الإسلامية متعة تُرضي ربنا


ليلة العمر لا تعصي فيها ربك


أجمل ليلة في العمر لا بد أن تكون جميلة أيضًا في الآخرة، ويشاركنا في جمالها الملائكة هذا هو رأي سارة التي تزوجت العام الماضي، وظلت تخطط لليلة عُرسها ثلاثة أشهر حتى تحقق التوافق بين ما يرضيها ويرضي ربها، وتقول: إنها استطاعت بذلك أن تكون عروسًا بكامل زينتها؛ لأنَّ الفرح كان في قاعتين، فالرجال لم ينظروا إليها وفي نفس الوقت كل الحضور تمتعن بالحفل وفقراته وأبدين زينتهن التي أخفوها قبل خروجهن من باب القاعة.



وتضيف صديقتها مروة قائلةً: إضافةً إلى ذلك نتمتع بأغانٍ ذات المحتوى الجيد والهادف والمسلي وتزيد متعتنا؛ لأنَّ كل ذلك لا توجد فيه مخالفة شرعية، وبإمكاننا إقامة هذه الأفراح في أي مكانٍ نريده ونضمن إحكام غلقه وأصبح متوافرًا في كل الأماكن.



وتُعلِّق سمية على هذه الأفراح قائلةً: إنَّ نية العروسين وأهلهم قد تتجاوز حدود التمتع الحلال المشروع، ومن ثمَّ البركة باقي الحياة إن شاء الله إلى أنها نموذج لكل عروس مشرفة على الزواج، وطرح بديل للأفراح المختلطة التي تجاهد العروس فيها نفسها وتكون في صراعٍ؛ هل تحافظ على حجابها أم تتخلى عنه؟ وإذا حافظت عليه فماذا عن زينة وجهها وتفصيل فستانها لجسدها؟ فالفرح الإسلامي الذي يكون فيه الرجال منفصلين عن النساء تتمكن العروس من الظهور أمام زوجها ومحارمها في كامل زينتها دون صراعات وإغضاب مولاها.



حفلاتنا ثمار دعوية
من مظاهر الاحتفال الدعوية أيضًا الحفلات المقامة بمناسبة تحقيق إنجاز عبادي أو دعوي فتزيد من حماسة الشباب وتروح من نفوسهم، هذا هو رأي مريم التي أعدت حفلاً لأبناء الجيران تدعوهم من خلاله إلى الاشتراك في حلقةٍ استمرت لما يقرب من عامٍ ونصف العام غيَّرت كثيرًا في سلوكياتهم.



وتشاركها وئام الرأي، وتقول: إنه من الضروري وجود مثل هذه الحفلات التي يكون بداخلها مسابقاتٍ ترفيهية وأناشيد وفقرات تمثيلية حتى تعيد شحن النفوس فتكون أقوى على العبادة وطاعة المولى عز وجل.



ولقد كانت حفلة من هذه الحفلات هي بداية التزام نُهى التي رأت على وجوه المشاركات في هذه الحفلة جمالاً وسكينةً لم تعهده في صديقاتها غير الملتزمات، وكانت تظن أنَّ مَن يلتزمن بتعاليم الإسلام لا يتمتعن ودائمًا يعبدن الله في محرابه، وكل شيء عندهن حرام، لكن صديقاتها الملتزمات أدركن مشاعرها فدعونها لحضور الجانب الترفيهي الذي أمرنا به رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- فيرضين به رب العالمين.



إشباع نفسي وإيجاد بديل

طلب منها ابنها الاحتفالَ بيومِ ميلاده كما يفعل كل أصدقائه، فأخبرته أنه لا عيدَ للمسلم إلا عيدان فانهار باكيًا، وقال لها: أريد أن أكون كأصحابي أتمتع بالحياة، لكنها لم تجبه حتى دعتها صديقتها هي وولدها لحضور حفلٍ بمناسبةٍ أنَّ ابنها أتمَّ حفظ ثلاثةَ أجزاءٍ من القرآن الكريم في فترةٍ وجيزة فأعجبت بالفكرة جدًّا وخاصةً أنَّ أفكار الحفل كانت لذيذة وشجعت ابنها على حفظ القرآن ووعدته بإقامة حفلة أحلى بكثيرٍ من حفلات أعياد ميلاد أصدقائه.



تجارب جديدة
الأضحية مناسبة سعيدة فلنحتفل بها


ابتكرت خديجة- مديرة حضانة- نوعًا جديدًا من الحفلات، فنحن عادةً ما نحتفل بعيد الفطر والمناسبات بزيارة الأهل والأقارب والخروج إلى نزهات، ومن الناحية الأخرى يحتفل عامة الناس برأس السنة في حفلاتٍ يقدمون الهدايا فيها للأطفال والحلوى فيزيد من حبهم لهذه المناسبات، فأقامت خديجة حفلاً في حضانتها بمناسبة عيد الأضحى دعت فيه كل مَن تعرف من الأطفال وأهاليهم، وقدَّم الأطفال خلاله عرضًا لشعائر الحج حول مجسمات للكعبة وعرفات صممها مشرفات الحضانة، وقدموا هديةً لكل طفلٍ مشارك فأدَّى ذلك إلى حب الأطفال لعيد المسلمين وربطه لهم بالحج وتوضيح شعائر الحج بطريقةٍ مبسطةٍ ولذيذة ودعت الأهالي في الختام إلى ضرورة الاحتفال بأعيادنا بشكلٍ ممتازٍ يُشبع أطفالنا ويحببهم في هذا الدين حتى يشبوا محبين ومقتنعين.



ومن التجارب الجديدة أيضًا ما قامت به منى؛ حيث أقامت حفلاً كبيرًا دعت فيه كل الجيران والأهل، وأوضحت لهم غرضها من هذا الحفل، وهو أن تجعل ابنتها تحب الحجاب وكانت مفاجأة جميلة للابنة التي عادت من المدرسة لتجد جميعَ الأهل بانتظارها يحملون جميل الهدايا وقدموها إليها بعد حفلهم بهذه المناسبة فكان ذلك سببًا قويًّا في جعل الابنة تحب هذا الزي الإسلامي الجميل الذي ينسبها إلى دينٍ عظيمٍ دعا للاحتفال والبهجة والسعادة.



بذور الشيطان
هناك بذور للشيطان يلقيها في أي مكان يقصد طاعة الرحمن، ولقد ألقى الشيطانُ بعضَ هذه البذور التي تتمثل في أخطاءٍ قد يقع فيها الملتزمون في هذه الحفلاتِ، وعن هذه البذور تقول أم سارة مسئولة نشاط دعوي في إحدى مساجد القاهرة: أحيانًا تجد العروسة تذهب إلى عقد النكاح في المسجد مرتدية ملابسها العادية لأنه مختلط مثلاً، ولا تجد في ذلك حرجًا لأنها لا تكون في كامل زينتها، ولا تدري أنها بذلك تجعل كل الشباب الحاضرين أولاً تساعدهم على غض بصرهم أو لفت انتباه الفتيات للشباب لأننا أولاً وأخيرًا بشر.



وتؤيدها في الرأي الأخت سامية وتضيف قائلة: إنَّ العروسة أحيانًا تُظهر وجهها وتكون مضيفةً عليه بعض اللمسات التي تزيد من جمالها كعروسٍ في هذا اليوم ولا تدري أنها لا يجوز أن تظهر بذلك أمامَ الرجال، فضلاً على أنَّ الجميع سينظر لها في هذا اليوم.



الإسراف
يعد الإسراف من أقوى الأخطاء التي يقع فيها الملتزمون في حفلاتهم وأفراحهم، فالإسلام أمرنا بالتمتع، نعم ولكن في حدود المعقول، وخاصةً إذا كان يمكننا توفير نفس البهجة بتكاليفٍ أقل، هذا هو رأي أم عمر التي دعيت إلى حفل زفاف في فندق خمس نجوم تكلفت صاحبته في حجز الفندق فقط أكثر من أربعين ألف جنيه، هذا غير الفستان المشترى من أمريكا بسعر أربعة فساتين تُباع في أي بلدٍ عربي، واختيار أغلى فرقة للنساء حتى ولم تكن متميزة في شيء فقط حتى يلاحظ الجميع التميز في كل شيء مع أنَّ البهجة المتحققة من كل هذا قد تتحقق بل وتزيد أحيانًا بربع هذه التكاليف، وهذه الأموال تساعد في زواج فقير من الألف إلى الياء فتصبح السعادة سعادتين.



الإزعاج وصوت غناء السيدات

بذرة للشيطان أخرى تراها هند التي تؤكد أنَّ أغلب الأفراح والحفلات الإسلامية التي تشارك فيها بحضورها تسمع صوت غناء السيدات من قبل حضور القاعة، وبالتالي يسمعه الرجال معها، وقد يلقي الشيطان في قلب أي رجل يكون سببًا في معصية، كذلك الإزعاج المترتب على زفة الرجال في الشارع فقد يكون هناك مريض أو طالب يتعطل بهذه الأصوات ولا يستطيع التركيز.



تشاركها الرأي سمية وتضيف قائلةً: إنه للأسف الشديد بسبب امتهان البعض للغناء في الحفلات الإسلامية فإنه يلجأ لتقليد الأغاني الهابطة وتقمص أصحابها في الغناء حتى يصل بك الأمر حين سماع هذه الأغاني لا تستطيع التميز أن كانت ذات محتوى هادف أم أنها نفس الأغاني الهابطة، وهذا شيء يحزن؛ لأننا لا بد لنا من إيجاد نمطٍ مميزٍ ووقار لا نتنازل عنه أبدًا.



ضوابط وأحكام
في أفراحنا لابد من الالتزام بالضوابط الشرعية


وعن هذه الحفلات وبذور الشيطان فيها نعود للمختصين في الشرع فيوضحون الضوابط الواجب الالتزام بها في كل هذه الحفلات، يجيب د. المختار المهدي الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالأزهر.



الحكم الذي يجب اتباعه في أي حفلة أو مناسبة لابد أن يكون غير مخالف للشرع، فلا بد أن يكون هناك عدم مبالغة في أي شيء تكاليف أو زينة أو حتى في الحفلات نفسها وتعددها ولا بد أن تكون التكاليف المدفوعة في أي حفلة هي الحد الأدنى لإقامة هذا الحفل دون إسراف أو تبذير والفرق بينهما هو أنَّ الإسراف يكون في دفع أموال في أمر مشروع أكثر من احتياجات الفرد فلقد قال تعالى: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا﴾ (الأعراف: من الآية 31) وجزاؤه أنَّ الله لا يحب المسرفين ويكون جزاؤهم الطرد من رحمة الله عز وجل.



أما التبذير فهو صرف أموالٍ في غير منفعة، ولقد قال عنهم الله إنهم إخوان الشياطين والقدر المطلوب في الفرح بهذه المناسبة هو الإشعار المستهدف في الفرح مثلاً من قِبل الإسلام، ويكفي ذلك بالذي بما يحقق الإعلان بالزواج وأي زيادة عن ذلك يكرهها الله.



المتعة المطلوبة من أي حفل هي فرحة داخلية تتحقق بتجمع الناس والأحبة حول هدف واحد للاحتفال به، وهي فرحة داخلية دون المبالغة في المظاهر الخارجية؛ لأننا محاسبون على أي مال يبذل فالمرء سيسأل عن هذا المال فيما أنفقه، ومَن أين اكتسبه وحتى لو كان ذلك من الأموال الخاصة لأنَّ المال هو مال الله.



غناء السيدات: صوت السيدات عمومًا ليس عورة وإنما الطريقة التي يظهر بها هذا الصوت قد تؤدي إلى فتنة لأصحاب القلوب المريضة فواجب على كل سيدة وفتاة أن تحذر هذا، وتفعل كل احتياطاتها من أجل الحفاظ على عدم الخضوع لاتباع وصية القرآن ﴿فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ (الأحزاب: من الآية 32)، والمهم هنا هو الأثر الناتج عن هذا الصوت في قلب الرجل ليس النية؛ لأن النداء حينما كان موجهًا لأمهات المؤمنين كان لا يمكن التشكيك في نيتهم، ومن الممكن أن يكون صوت المرأة في حد ذاته فيه نسبة خضوع دون الردة منها وواجبها الآن أن تتكلم أمام الرجال في أضيق الحدود.



موسيقى الأناشيد المستخدمة: الحكم الشرعي الواجب الالتزام به هو ضرورة وجود استقلالية للنشيد الإسلامي لا يستخدم فيها موسيقى الأغاني الهابطة التي تصرف المستمع عن المحتوى وتذكره بالأغاني الهابطة غير النافعة، ويجب الالتزام بهذا الأمر حتى لو كان بنية جذب الشباب الذين يدمنون الأغاني الهابطة.



الإزعاج الناتج عن الحفلات: المبدأ في الإسلام لا ضررَ ولا ضرارَ؛ لأنَّ الأذى ليس من صفات المسلم فإن كان الإسلام حرَّم أكل البصل حتى لا تؤذي رائحته المصلين فما بالنا بمَن يؤذي جيرانه، فلقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:"والله لا يؤمن والله لا يؤمن مَن لا يأمن جاره بوائقه".



وحدود أي حفل عدم الأذى أو الإزعاج حتى ولو كانت النية في ذلك إظهار صورة إسلامية، فنحن نحاول إظهارها دون خلل شرعي.



كذلك من المبادئ المهمة أيضًا الواجب مراعاتها في الحفلات الإسلامية هي عدم السهر والحرص على وجود فترة كافية لراحة الحضور حتى يتمكن من صلاة القيام والفجر.



زينة المرأة في الحفلات: المرأة لا يجوز لها وضع أي مساحيق على وجهها حتى ولو كانت بسيطة مما يلفت نظر الرجال بشكلٍ يجذبها إليهم.

جزاكم الله خيرا اخى الفاضل واتمنى ان يكون فرحنا فى وقت واحد وتكون فرقة اسلامية جميلة زى الهدى لان افراحنا لابد ان تكون دعوة فى حد ذاتها

جزاك الله خيرا على الموضوع

حقا جميل

اللهم يسر للشباب والبنات الزواج الذى يرضيك ويكون طاعه لك

بجد شئ شخصى كان من اسباب زياده التزامى حضورى للافراح الاسلاميه

بجد وكانى احضر درس علم

كنت اخرج منها بطاقه إيمانيه رهيبه وحب رهيب لهذا الدين العظيم

حقا ما أعظم دينى

إن دينى الإسلام

فمن يساوينى ...من له دين مثل دينى...أحبك يا إسلامى أحبك يا إسلامى